نصّ قويّ ومتين يستند إلى ممثّلَين مخضرمَين يبثّان الرّوح في شخصيّتيهما ويبرعان في تلبّس تحوّلاتهما. ينتمي هذا الفيلم بجدارة إلى سينما المؤلِّف. إذ أجاد المخرج/ الكاتب إدارة المبدع عادل شاهين وغابريال يمين، اللذين نراهما هنا في قمّة العطاء والتّمثيل المحبوك
«يعيش المرء على أمل أن يُصبِحَ ذكرى»
أنتونيو بورشيا
رجلان متقاعدان في خريف العمر يجلسان كل يوم في المقهى ذاته المطلّ على زاوية يتقاطع فيها شارعان فرعيّان في بيروت ويعلّقان على ما يشاهدانه من النّافذة. ثّمة ورشة تجري في بناء في الشّارع المقابل، وهما يلحظان تقدّم العمل فيها بكلام عابر. يمرّ المشاة أمام المقهى، فيعلّق الرّجلان على أصحاب المشية الجيّدة للبعض وعلى القوام الممشوق للصّبايا الفاتنات وعلى اختلاف لون الحجاب حسب الطّوائف، أيضاً بشذرات الكلام العابر. يجمعان عدّة جرائد يوميّاً لتصفّح العناوين وقراءتها بصوت عال ثم لحلّ شبكة الكلمات المتقاطعة، فيجهدان في تذكّر المرادفات ويشطحان في التّعليق عليها بحيث يختلط الواقع باللّعب وغالباً ما يتعبان بسرعة من هذه المهمّة. أحدهما عادل شاهين، الذي يلعب شخصيّة جنرال سابق، يميل إلى المرح والدّعابة ويُلقي قصائده القديمة على مسمع الصّحافي الشّاب ويتطوّع لترديد النّكات على روّاد القهوة من غير سؤال أو سبب سوى رغبته في التّعبير والتّواصل الإنسانيّ البريء بلا غاية محدّدة. الثّاني هو غابريال يمين، ويلعب شخصيّة طبيب سابق، هو أكثر حزناً وتحفّظاً، ويشير بكلمات مقتضبة إلى معاناة زوجته من مرض الألزهايمر وإلى اضطراره لملازمتها، ويحذّر صديقه بلطفٍ إذ يلحظ غرابة أسئلته المتزايدة وتماديه في الكلام مع الرّواد وتسبّبه في تطفيشهم من المقهى، لينقبض بعدها وجه الجنرال كطفلٍ جُرِّدَ من لعبته ويتساءل عمّا إذا تسبّب فعلاً في إزعاج الرّواد ويفسّر سلوكه للصّحافي الجالس قربه بالقول، أيضاً من غير أن يُسأَل: «أنا تعذّبت كتير بحياتي، ولذلك أحبّ رواية النّكات». نرى الجنرال ينسى بعض الأشياء من هنا وهناك، يُخفق في تذكّر كلمة أو ينسى قبّعته ومفاتيحه. إشارات مبثوثة في ثنايا الكلام المقتضب والأمور البسيطة ظاهريّاً. ولكن، كما في الحياة: العيون المفتوحة لا تعني بالضّرورة أنك ترى.
تلك هي الخطوط العريضة لفيلم «غود مورنينغ» للمخرج اللبناني بهيج حجيج، والمعروض حالياً في الصّالات اللّبنانيّة والمبنيّ على سيناريو أصلي تعاون على كتابته مع الرّوائي رشيد الضعيف. قد تبدو هذه الخطوط للقارئ عاديّة ونمطيّة وباهتة، ولعلّها تخلو بنظر البعض من الحبكات الدراميّة المألوفة والإبهار والإثارة والتّشويق. فالفيلم يدور بأكمله في مكان واحد، وهو المقهى، ويقتصر الدّوران الرّئيسيّان فيه على ممثّلَين اثنين تسندهما شخصيّات أقلّ حجماً ومساحة. إنه فيلم لا يُقتَل فيه أحد ولا يُطارَد أحد ولا يُغرَّر بأحد، ويتألّف الحوار فيه جزئيّاً من شتاتٍ كلاميّ متناثر ومبعثر، ومحطّات كلام، يصدر بعضه عن شخصيات عابرة تظهر وتختفي، ولا تربط أجزاءه المتنافرة قصّة نموذجيّة ولا يكشف عموماً إلا القليل. لا شرح ولا ثرثرة ولا أحداث متلاحقة. رغم ذلك، بل بالأحرى بسبب التوظيف الذكي لكلّ ذلك، ينجح الفيلم في التسلّل إلى روح المتفرّج ويلسعها بخفّةٍ في مكانٍ ما، بحيث أنّك لن تخرج منه كما دخلت.
الحقيقة هي أن ما أنجزه بهيج حجيج في هذا الفيلم لا يقلّ عن ابتكار قصيدة سينمائيّة تنضح بالعذوبة والرّقة والحنين، وتخاطب القلب والذاكرة والانتماء، ومحورها الرئيس هو الحسّ الإنسانيّ. إذ يختبر أقسى ما يُمكن أن يتعرّض له المرء: لحظات الانحدار الرهيبة نحو التّلف التدريجيّ المؤلم للذّاكرة، وتوسّع ثقوبها الخفيّة، بحيث يجلد الألم فعليّاً كلّ المحيطين بالشّخص المصاب ويبقى وحده بمنأى عنه.
إنها قصيدة حزينة عن ثقوب الذّاكرة يُجسّدها عادل شاهين كعملاقٍ أصيل يفيضُ في البداية بما جُبِلَ عليه من لطفٍ ودماثةٍ وحبٍّ نقيّ، ثمّ تنحبس الأنفاس لرؤيته يَغرق رويداً في لجّة النّسيان، وينزلق ببطءٍ نحو عالمٍ مجهول، فيما يذوي كقنديلٍ شاحب، كلمة وراء كلمة وحركة تلو حركة، في أداءٍ عفويّ داخليّ مدهش.
إنها قصيدة موجِعة عن اللّغة وعن ذبولها المحبِط، واحتضارها البطيء، والتعثّر المربِك في محاولات إحيائها بالتّذكّر اللّاهِث والتّمسّك بأهداب الكلمات. إنها قصيدة تتوسّل تفاصيل الكلام اليومي العابر والعاري والمتشظّي والأبيات المنظومة البسيطة والنّكات المستهلَكة والأغاني القديمة وعناوين الجرائد ونشرات الأخبار التلفزيونية وموادّ الصحافة المسلّية وتنبّؤات أبراج الحظّ وعبارات المجاملة، لتنسج من كلّ ذلك الخليط، بذكاءٍ ومهارة، مرثاةً مؤثِّرة لعالمٍ ينزف وكهولةٍ تنحدر وشبابٍ مأزوم ومدينةٍ تتدهور وبلادٍ تندثر.
أعود إلى التّشديد على العذوبة المعزَّزة بالموسيقى التّصويريّة الآسرة، لأن الفيلم لا يقول بل يُوحي، ولا يَستنتج بل يُلمِّح، ولا يَعِظ بل يُحفِّز، على غرار الأعمال الفنّية الجدّية التي تحترم عقل المشاهد وذكاءه فيبادلها الاحترام. انظر جيّداً واستمع إلى كلّ كلمة وحلّل كلّ مشهد وتابع كلّ التفاتة، فالأمر يستحقّ، ولا شيء متروكاً للصّدفة؛ فكلّ التّفاصيل في هذا الفيلم مشغولة بعناية وتُسهم بتّأنٍ ورويّة في حياكة اللوحة العامّة وإغنائها وتعميقها. ثمّة لغة سينمائيّة هنا تعتمد مبدأ الاقتصاد في التّعبير. فما تراه ليس مكرّراً وإن بدا كذلك، كأن الفيلم يتحدّى ذاكرتك في التقاط إشاراته الخافتة في النظرة ورفّة الجفن والسّخرية المبطّنة في شتات الكلام.
ليس صدفة أن الورشة في الشّارع المقابل للمقهى تهدم ولا تبني، وتدمّر ولا تعمّر، فالهدم هو بالذّات ما يخشى الرّجلان - الجنرال والطّبيب - زحفه واقترابه الحثيثين نحو جسديهما المنهكين، فهما كائنان يتهدّمان قليلاً كلّ يوم وليس بمقدورهما وقف هذه المسيرة.
وليس صدفة أنهما يسعيان إلى تجنّب غرق ذاكرتيهما المعطوبتين بالتّمسّك بقشّة الكلمات المتقاطعة. فبمعزل عن التّسلية المرجوّة منها، تمثّل هذه اللّعبة في الفيلم مرآة تعكس الواقع المتشظّي والمتفسّخ وغير القابل للفهم والعقلنة. وإذ تُحيل الكلمات اللّاعبَين إلى ما يحدث حولهم، تتداخل الصّور والإحالات من العالم الحقيقي وتتشوّه معها بقايا الذاكرة المتهاوية عندهما، وحينها تنقلب الأدوار وتتلاعب الكلمات بهما ويقع الرّجلان ضحيّة لمحاولة التّذكّر ويداهمهما التّعب بسرعة كمن يغوص في رمالٍ متحرّكة فيتوقّفان وقد أنهكهما الدّوران في جوانب معانيها وإحالاتها.
ألسنا جميعاً روّاد المقهى ذاته؟ ألا نراقب مسيرة الهدم وهي تقترب منّا فيما نعجز عن وقفها؟ وهل يخرّف الجنرال السّابق في الفيلم حقّاً عندما تتطرّق أسئلته الفضوليّة إلى السّؤال عن طوائف من حوله، فيما يستميت حكّامنا بكلّ وقاحة في مذهبة المناصب والحصص والصّفقات؟
يسأل الجنرال الطّبيب في الفيلم عن مرادفٍ لكلمة «نازح» فيجيبه: «سوريّ». يكرّر الأوّل السّؤال فيتكرّر الجواب: «سوريّ، فلسطينيّ، عراقيّ، يمنيّ، ليبيّ، لم يصل دورنا بعد». كيف تختزن كلمة واحدة كلّ هذا الكمّ من الألم؟
وليس صدفة أن الزّوار العابرين الذين يدخلون المقهى مرّةً لا يعودون إليه. إذ بالكاد نلتقط نتفاً من أحاديثهم اليوميّة العابرة كشراراتٍ ساطعة سرعان ما تخبو باختفاء قائليها. فالمقهى/ الوطن يغادره روّاده/ أبناؤه لأن ليس هناك ما يشجّعهم على البقاء فيه؛ والجنرال السّابق جاهز دوماً لإسماعهم ما لا يرغبون به وما لا يعنيهم، كأنه يطردهم من غير أن يدرك عواقب ما يفعل.
وليس صدفة أن الشّباب في الفيلم ليسوا عموماً أفضل حالاً من الكهول، فها هي النّادلة الصبيّة الحسناء (لعبت مايا داغر الدّور بتميّز) تكاد تذوب في وحدتها وهي تراقب الإرهاب يضرب حلمها بالذّهاب إلى العاصمة الأجنبيّة التي ترغب في الهجرة إليها. وها هو الصّحافيّ الشّاب (أتقن تلاوينه رودريغ سليمان) يتجمّد مشلول الإرادة في موقفٍ مصيريّ رغم تمتّعه بثقافةٍ واسعة.
وليس صدفة أن يلحظ الرّجلان على مدى أيّام رسماً يخطّه شاب على الجدار المقابل للمقهى يضمّ صورة لمحمود درويش مرفقة بسطوره الشّعريّة الخالدة عن بيروت التي أحبّ، في إشارة إلى ارتباط الألم الفلسطيني بالألم اللبناني واتّحادهما في حبّ بيروت والذّود عنها، ولكن ثمّة من يريد محو وجود الفلسطينيّين وقضيّتهم فيغطّي صورة أيقونتهم الأدبيّة بطلاء الحقد الأسود.
قصيدة سينمائيّة تنضح بالعذوبة والرّقة والحنين
وأخيراً، ليس صدفة أن الفيلم يرتكز إلى البديهيّات التي تكاد تُنسى بفضل التّردّي المخيف في الذّائقة السّينمائيّة والتلفزيونيّة حولنا: ثمّة نصّ قويّ ومتين يستند على ممثّلَين مخضرمَين يبثّان الرّوح في شخصيّتيهما ويبرعان في تلبّس تحوّلاتهما. ينتمي هذا الفيلم بجدارة إلى سينما المؤلِّف بحيث أجاد المخرج/ الكاتب إدارة المبدع عادل شاهين والقدير غابريال يمين، اللذين نراهما هنا في قمّة العطاء والتّمثيل المقتصد والمحبوك. وكما أرى، لم ينل أيّ من هذين الممثّلَين حقَّه من قبل في السّينما اللّبنانيّة والعربيّة بما يتناسب مع فائض الموهبة والثّقافة والحضور والأداء الذّكي الماثل في هذا الفيلم.
باختصار، لقد عرف بهيج حجيج كيف يُغني السّينما اللّبنانيّة بفيلم عميقٍ وناضجٍ وشاعريّ، بتركيزه على قوّة النّص وعلى تماسك البناء الدّراميّ فيه، وبحرصه على اختيار ممثّلين تألّقوا ببراعةٍ مدهشة، كلٌّ في شخصيّته المستقلّة والمتميّزة، وبقدرته على أن ينسج معهم خيوط عملٍ مؤثّرٍ وذكيٍ ينضح بالعذوبة الصّادقة.
ثمّة غصّة كبيرة في الرّحيل المؤلم والحديث العهد لصديق العمر ورفيق الدّرب، عادل شاهين، بعد الانتهاء من تصوير الفيلم وقبل اكتماله. وفي حين لم يُقدَّر لعادل أن يرى ثمرة إبداعه على الشّاشات، قُدِّر لعائلته وأصدقائه وتلامذته ومُحبّيه الكثر أن يضيفوا حضوره اللّافت والبارز في هذا العمل البديع إلى ذكراه الجميلة والعطرة، وإلى حضوره الدّائم، في قلوبهم الحزينة.
* كاتب لبناني
سينمائي مشغول بالماضي والراهن «المفخّخ»
حان وقت أخذ مسافة حقيقيّة من أمور كثيرة، بهدف تقييمها وإبداء رأي هادئ في صيرورتها. ضمن هذا التطوّر الفيلموغرافي، يمكن وضع «غود مورنينغ» (2018، 87 د.) لبهيج حجيج... الروائي الثالث للسينمائي اللبناني الآتي من جيل مارون بغدادي وبرهان علويّة وسمير حبشي وجان شمعون وغيرهم، بعد كلّ من «زنّار النّار» (2004، 90 د.)، و«شتّي يا دني» (2010، 98 د.).. القادم من خلفيّة أكاديميّة موزّعة بين الفلسفة والمسرح في بيروت، والسينما في باريس، والتدريس في معهد الفنون في الجامعة اللبنانية. اشتبك باكراً بالحرب الشنيعة التي شهدتها بلاده. ليس بشكل مباشر، وإنّما من خلال مساءلة آثارها ومخلّفاتها على البشر والحجر، على النفوس والعقول. عن فوضى الثمانينات المتسمة بعبث لا يصدّق، قام بأفلمة رواية «المستبد» لرشيد الضعيف وفق رؤيته الخاصّة، ليكون في طليعة مقتبسين قلائل للأدب في السينما اللبنانيّة. «زنّار النّار» بداية صخب وقهر. راح يتعاظم داخل أفراد وشرائح ومكلومين، تزامناً مع اتخاذه ظاهراً أهدأ في العناوين اللاحقة. «مخطوفون» (1998، 51 د. – تمّ تصويره عام 1988) وثائقي مؤلم. وضع الملف الشائك لمخطوفي الحرب على الطاولة بكلّ مرارته. أتبعه حجيج بروائي «شتي يا دني» عن عودة أحدهم إلى عائلته، إلا أنّه رجوع شبحي، مشوّه، مثقل بالفصام والبارانويا والرهاب والهلع. تشوّش شبيه ببلد كامل خارج من أتون جحيم، تمّ الإعلان شكلياً عن انتهائه عام 1990. بعده، انطلق عمل ممنهج لمحو الذاكرة، من خلال تجاهل الفظائع، وكنس المكنون تحت بساط التناسي والادّعاء، وتجميل المدينة بفقاعات معماريّة خاوية.
الذاكرة والعمارة (نفساً وحجراً) تيمة دائمة في سينما بهيج حجيج، بشقيها الروائي والوثائقي (لنذكر «الخط الأخضر» 1987، و«بيروت، حوار الأنقاض» 1993). لا مانشيتات فاقعة. انسياب من منظور أفراد يعبّرون سلوكاً وحواراً وألماً وبكاءً وصراخاً وحتى هذياناً. هناك حرص على أسلوبيّات وجماليّات خاصّة بكلّ عمل. انطلاقاً من كل ما سبق، يصل حجيج إلى مرحلة متقدّمة من الهدوء وأخذ مسافة زمنيّة ومكانيّة، بعيداً عن أيّ توتر في المعالجة وحتى حركة الكاميرا (بالمناسبة، هذا ما تنحو إليه أفلام الحرب السوريّة اليوم أيضاً). في «غود مورنينغ» يعود حجيج إلى أدب رشيد الضعيف ثانيّةً. ينجز معه السيناريو، عن قصّة لهذا الأخير. عجوزان ثمانينيّان (غابريال يمين وعادل شاهين الذي رحل بعد تصوير الشريط)، يجلسان في أحد المقاهي المطلّة على شارع مفعم بالحياة. حل الكلمات المتقاطعة «مهنة» يوميّة، للحفاظ على ذاكرة وهدف. المشهد التأسيسي يفتح على علاقتهما ببعضهما، بالمحيط، بالخارج. ثمّة صحافي في جريدة إلكترونيّة، ونادلة تبادله الإعجاب (مايا داغر). عالم صغير يحقق شروطاً صحيّةً للتقييم والتحليل واستحضار الذكريات قبل البدء بخسارتها. مسنّان شهدا الكثير خلال مشوارهما، اكتسبا خبرةً وحكمة. فاصل زجاجي عن خارج زاخر بتفاصيل، وتقلّبات، وسيّارات مفخّخة، وانتحاريين، وحروب مجاورة، وموضة، وتقليعات، ومظاهر اجتماعيّة. نشرات أخبار تبثّ الكثير كذلك. الاجتماعي لا ينفصل عن السياسي واليومي المعاش، مروراً بما بينهما.
مانيفستو رزين عن المنطقة انطلاقاً من لبنان
الماضي رحل بالنسبة للجنرال والطبيب. ما بقي منه يتلاشى من صحف ورقيّة، وأبنية قديمة، وحتى روح النكتة. لكلّ جلسة أغنية وناس وعنوان ذو إحالة: «نحنا زمطنا»، «ليت الشباب يعود يوماً»، «حبّيتك يا بنت بيروت»... فصول حواريّة هادئة. رتابة مقصودة. تهكّم ينبئ باحتقان داخليّ متراكم، مروّض بالطرافة والحكمة. مانيفستو رزين عن منطقة وبلدان مثل سوريا واليمن وليبيا، انطلاقاً من لبنان الذي ما زال يكابد آثار حقبة مريرة. بيان أخير لبشر لم يعد بوسعهم سوى المراقبة والتلقي والشهادة (المغزى الأهم). رد الفعل هنا أهم من الفعل نفسه. الشريط بمجمله بسيط. لا يدّعي غير ذلك. يحقق توازناً بين اشتغال فنيّ وحرص جماهيري، ضمن فرضيّة المكان الواحد. حجيج يدير ممثّليه بما يناسب. يقدّم ظهوراً خاصّاً بنفسه. كلهم يبدون بحال جيّد ومضبوط. كاميرا ميلاد طوق، وتوليف حسين يونس، وموسيقى وسام حجيج، عناصر تكمّل شريطاً أنيقاً نجح في تحقيق الغرض منه.
من ملف : بهيج حجيج: ثقوب الذاكرة
هو ليس فيلماً سينمائياً عادياً، هو نوع آخر من الأفلام تلك التي تكون أحداثها واقعية، وممثلوها يجسدون أدواراً حقيقية نراها ونشاهدها ونتعامل معها نحن المشاهدين في يومياتنا، والكاميرا التي رصدت أحداث العمل التقطت حركة الشارع وسير الحياة بشكل طبيعي، فأنتجت تلك الخلطة فيلم "غود مورنينغ".
سيناريو محكم ذكي ويفتح الكثير من الآفاق عند المشاهد استلزم إختيارا دقيقا للممثلين، فاجتمع غابريال يمين، مع الراحل عادل شاهين مفاجأة العمل الذي توفي قبل عرض الفيلم، ورودريغ سليمان ومايا داغر الذين نجحوا جميعا في إيصال العمل الى بر الأمان.
لم تشتمل أحداث العمل فقط على قصة حب مايا (غنوة) ورودريغ (سليم) ولا على مداهمة الالزهايمر لذاكرة شاهين والعجز لجسد يمين، بل تعدت كل ذلك فدارت في القهوة التي لم تغادرها كاميرا المخرج بهيج حجيج أحاديث متشعبة عن الثقافة العربية، داعش، المذهبية، الحروب، الموسيقى، الحب، شعر محمود درويش، النزوح، هدم المباني الأثرية في بيروت.. وغيرها، فكان كلما تمكن الالزهايمر من ذاكرة شاهين كلما سقط جدار من مبنى أثري في بيروت، وكلما شعر يمين بالعجز كلما ضرب إنفجار بيروت، فبدت الأحداث مركبة بذكاء شديد كخطين متوازيين يسير بمحاذاتهما المشاهد بكل سلاسة.
موقع الفن حضر العرض الخاص بالصحافيين لفيلم "غود مورنينغ" الثلاثاء الماضي في منطقة ضبية، حيث التقى بأبطال العمل وعاد بالمقابلات التالية:
الممثل غابريال يمين
بدأ حديثه عن الراحل عادل شاهين حيث اشار الى انه من الصعب عليه أن يشاهد العمل في ظل غياب شاهين الذي توفي قبل عرض العمل.
وعن العمل قال يمين: الفن يجب أن يتطرق للقضايا الإنسانية كما يحس بها الناس وليس كما يرونها، عندما نتكلم عن الالزهايمر في الحياة العادية يكون الأمر طبيعيا، خصوصا أن كل شخص منا يعرف شخصاً مصابا بهذا المرض، لكن عندما نرسم شخصية المريض بالالزهايمر، ونشرح للناس ماذا يعاني وكيف يعيش وندخل بتفاصيل تفاصيل وجعه وننقله، نكون قد صنعنا فناً، وهذا هو المهم في الفن، نحن لا ننقل الواقع فقط نحن ننقل ما هو أبعد من الواقع ننقل تفاصيل للجمهور لا يراها.
وعند سؤاله عن مدى نجاح هكذا أنواع من الأفلام في السوق اللبناني الذي اعتاد في الفترة الأخيرة على نوعية أفلام مختلفة، قال يمين: لا يمكنني الإجابة على هذا السؤال، ليست لدي خبرة في السوق، وهذا لا يعني أنه اذا تم تسويق السلاح يجب على الناس أن يشتروا السلاح، من الممكن أن نسوق للجمهور أشياء يحبها ويفتقدها وهذا ما عملنا عليه في هذا الفيلم.
وأشار يمين الى انه عندما نرى ما يُعرض في السوق هذا لا يعني ان هذه الأعمال تعدّ معياراً.
الممثل رودريغ سليمان
من المهم دائما أن تقدم شيئاً جديداً، فيلمنا اليوم يحكي الواقع على طريقته الخاصة من خلال الأحاديث وكل تفصيل يحصل في المقهى.
وعن المسؤولية الكبيرة التي وُضعت على عاتقه بسبب مشاركته في العمل الى جانب ممثلين محترفين كغبريال يمين وعادل شاهين، كشف سليمان أن مخرج العمل بهيج حجيج كان أستاذه في الجامعة، والراحل عادل شاهين كان رئيس قسم المسرح في الجامعة، وقال: كانت مسؤولية كبيرة خاصة أنني أقف امام اساتذتي ويجب أن أكون على نفس مستواهم، مع الوقت تصبح هناك علاقة صداقة تريح الممثل أكثر، كما أنني أعمل وأحضر كثيراً لأدواري لكي أكون بالمستوى المطلوب اضافة الى أنني أملك خبرة أكاديمية لثماني سنوات.
ونصح سليمان الجمهور أن يشاهد العمل لأنه يشمل ثلاثة أجيال، ويصيب كل شرائح المجتمع ويطرح أسئلتهم وهواجسهم، وأضاف: "هنا لا بد من الإشارة الى ان الفيلم يوجد به منحى ثقافي حيث يتضمن تلميحات وحوارات تطرح أفق جديدة للمشاهد".
الممثلة مايا داغر
كانت على عاتقي مسؤولية كبيرة في هذا العمل لأنني أظهر أمام ممثلين محترفين، تحمست كثيرا للعمل لأنني اعلم هدف المخرج بهيج حجيج ونوعية أفلامه وخطها السينمائي.
وعن مدى نجاح العمل عند فئة الشباب، اشارت داغر الى ان العمل يصور بجزء منه الهموم والمشاكل التي يعاني منها الشباب في لبنان من الطائفية الى الزواج الى الوضع السياسي والأمني المتأزم والذي ينعكس إحباطاً على الشباب وخوفهم على مستقبلهم.
المخرج بهيج حجيج
كانت الصعوبة الكبيرة بالنسبة لي في العمل اختيار ممثلين كبار بالسن يصنعون هذا الإنسجام في السيناريو، وهذا استغرق وقتاً طويلاً. فكرت بالكثير من الممثلين، لكن معظمهم رأيتهم قد قدموا الكثير من هذه الأدوار وأنا بحاجة لممثل خام في هذه النوعية من الأدوار، لم يسبق أن قدمها "فتوفقنا بالممثل غابريال يمين والراحل عادل شاهين".
وعن السيناريو، وجّه حجيج شكره الكبير للكاتب رشيد الضعيف الذي كتب حواراً مقتضبا ولكنه يصيب الهدف، وقال: "الفيلم تم تصويره في مكان مقفل لذا كان يجب أن يصيب الحوار الهدف، وليس أن يكون الحوار لمجرد الحوار، وهذا خياري وخيار الكاتب، والجمهور سيتقبل هذا العمل لأننا نلقي الضوء على الكثير من الأمور التي يعيشها، وعلى امور يتوجب على الجمهور ان يلاحقه ويتعمق فيه أكثر.
وعند سؤاله هل سيعيش الفيلم لفترات طويلة كونه يشتمل على الواقع؟ كشف حجيج أنه في كل الأعمال التي قدمها كان هدفه أن ينتمي الى المدرسة الجدية والتي تبقى وتؤسس لتراث سينمائي لبناني "لذا أقول ان الأفلام التي تنتجها هذه المدرسة ستعيش في ذاكرة السينما".
وأكد حجيج أن تصوير العمل في مكان واحد أمر يُعتبر "سهل ممتنع" اذ يظن المشاهد انه امر سهل "ولكن بالفعل الإخراج يكون صعباً جداً لأن علينا أن نعمل كثيراً على التقطيع وعلى الإضاءة وغيرها من الأمور الإخراجية، وهنا لا بد من الإشارة الى ان ما يشاهده الجمهور خارج المقهى هو مشاهد مركبة لكننا نُظهرها إخراجياً للمشاهد وكأنها واقعية، والفيلم كله تم تركيبه خلال سير الحياة بشكل عام".
وختم حجيج حديثه لموقع الفن بدعوة للجمهور لمشاهدة العمل الذي سيبدأ عرضه رسمياً في 25 الشهر الحالي.
Angoissant, drôle, innovant ou maîtrisé, le huis clos reste au cinéma un exercice extrêmement difficile mais susceptible de déboucher sur de très bons films. Il s’agit d’une situation qui, sous couvert d’intimité, est verrouillée et où la totalité du film se déroule dans un seul lieu. Mettre en relation des personnages et les « obliger » à communiquer n’est pas qu’une manière de créer un drame psychologique, mais une porte ouverte sur des scènes souvent très drôles. Le huis clos a cette particularité de contenir les acteurs dans un même espace et de renforcer la sensation d’urgence du spectateur, qui se demande parfois quand il pourra sortir. Sauf que dans Good Morning, on n’a envie de sortir ni du café (où se passe l’action) ni de la salle, mais plutôt de prolonger ce moment délicieux, cet aparté entre deux grands acteurs, Gabriel Yammine et Adel Chahine, qui se donnent la réplique comme s’ils se donnaient la main pour leur dernier voyage.
Le réalisateur et coscénariste Bahij Hojeij profite de ce huis clos pour mettre en place un rythme, des répliques cinglantes et des situations cocasses. Il parvient à tenir le spectateur en haleine avec des situations, au bout du compte assez banales. La comédie étant en très grande partie fondée sur le rythme, le metteur en scène réussit à éviter les longueurs et à se concentrer sur l’essentiel, cette belle histoire d’amitié contée avec pudeur. Le texte original est élaboré à quatre mains avec Rachid el-Daïf, romancier et poète libanais, qui a déjà collaboré avec le cinéaste. Basé sur son roman al-Mustabid, celui-ci avait auparavant adapté son film Zinnar el-Nar.
Vies croisées
Selon Christian Bobin, écrivain et poète français, « toute notre vie se passe à rentrer chez nous ». Sauf que ces deux retraités, le docteur incarné par Gabriel Yammine et le général par Adel Chahine, un tandem qui fonctionne en code et se comprend à demi-mot, n’ont plus envie de rentrer chez eux. L’un est attendu par la contrariété (une épouse qui passe son temps à le réprimander) et l’autre par la maladie (une femme qui perd la mémoire). Alors ils se retrouvent tous les jours à la même heure au café du coin, ramassent tous les quotidiens de la ville, ne lisent aucune nouvelle et passent leur matinée à faire des mots croisés et à refaire le monde. Yammine connaît presque toutes les réponses, les souffle de temps en temps à son compère et Chahine se laisse prendre au jeu : surtout ne pas oublier, surtout ne pas laisser le temps les devancer, grignoter les quelques neurones qui leur restent et anéantir leurs souvenirs. Alors en quatre lettres, comme avec le R, ils visitent Rome. F est une occasion, en cinq lettres, de se remémorer les chansons d’une grande artiste. Quant à la lettre A, elle suggère, en cinq lettres, ce sentiment qui vous étreint un jour mais vous lâche très vite. Gabriel Yammine est ténébreux et réfléchi, Adel Chahine drôle et farceur, il aime raconter des blagues à qui veut les entendre. Ou pas. Il aborde les clients au risque de les agacer, leur chante une chanson, leur narre une histoire drôle, l’air de dire je suis encore vivant.
Pignon sur rue
Le décor ? Un petit café de Beyrouth à l’étage, avec ses habitués. Parmi eux, un jeune journaliste (Rodrigue Sleiman) qui prend son café tous les matins face à son ordinateur, espérant un rendez-vous à l’arraché avec la jeune et jolie serveuse, interprétée par Maya Dagher. La caméra ne sort jamais du café « lequel, dit Bahij Hojeij, est le 5e personnage du film ». Comme seule ouverture sur le monde extérieur, une baie vitrée qui donne sur la rue où, entre un mot trouvé et une expression laissée sur le bitume, les passants et les images de leur quotidien parviennent au spectateur à travers le regard des deux vieux. Alors tout y passe ; la démarche de la dame blonde plus alerte que la veille, le chien traîné par la domestique pendant que madame se fait masser, les conducteurs sans vergogne qui prennent un sens interdit, le camion-poubelle qui, lui, prend son temps, dédaignant les klaxons en rage. Et le spectateur entre dans leur intimité, traverse leur vie, visitant au passage les enfants au Canada ou dans les pays arabes, ou encore le dernier copain décédé qu’il faut aller honorer une dernière fois.
Pour Bahij Hojeij, le cinéma ne s’est pas assez penché sur cette tranche de vie qu’est le troisième âge, avec ses angoisses, sa mémoire balbutiante et sa démarche défaillante. On remarque donc que le thème de la démarche est récurrent, au cœur de ce petit récit. Le général et le docteur décryptent l’allure de chaque passant, s’y comparant de temps en temps, non sans une note nostalgique. Good Morning, avec ses titres à chaque chapitre du film, se laisse savourer comme un livre dont on n’a pas envie de voir venir la fin. Servi par de grands acteurs, il est une parenthèse délicieuse, un clin d’œil comme pour dire à tout un chacun : « Un jour, vous aussi serez vieux. Ne l’oubliez pas… »
À SAVOIR
- La musique est composée par Wissam Hojeij, le fils du metteur en scène à qui son père a demandé de produire une musique avec 4 instruments à l’image des 4 principaux personnages ; la clarinette, le violoncelle, la guitare et le oud.
- Adel Chahine, professeur de théâtre à l’Université Libanaise, n’a joué que dans 2 films. Good Morning était son premier rôle. Il est décédé avant la sortie du film.
Pour mémoire
Bahij Hojeij, faiseur de pluie et de beau temps
Plus de 20 ans après son documentaire "Kidnappés" (1988), le réalisateur Bahij Hojeij se penche de nouveau sur le thème, encore douloureux pour beaucoup de Libanais, des disparus de la guerre civile libanaise.
Le dernier film en date de Bahij Hojeij "Que vienne la pluie", sort aujourd'hui en salles. Il a récemment décroché à Abu Dhabi la Perle noire du meilleur long métrage arabe. Ce film, qui se penche sur le cas des dissidents politiques kidnappés durant la guerre civile libanaise, a également été sélectionné au festival cinématographique de Doha Tribeca, ainsi qu'au 37e Festival du Film indépendant à Bruxelles.
L'acteur principal du film, Hassan Mrad, y a d'ailleurs remporté le prix du meilleur acteur pour le rôle de Ramez. Bahij Hojeij à, en outre, reçu en décembre le prix du meilleur réalisateur au quatrième Festival international du film arabe à Oran, en Algérie.
Après-retour
"Que vienne la pluie" examine, avec beaucoup de délicatesse, la situation des " disparus" de la guerre civile lorsque l'un de ces derniers, Ramez (Hassan Mrad), se retrouve libéré après 20 années de détention et projeté dans le monde actuel, avec toutes les conséquences et les bouleversements qu'implique "l'après-retour". En effet, la famille et le monde qu'il a quittés lors de son incarcération ont changé, évolué - d’où un décalage marqué entre certains souvenirs figés dans le temps que Ramez a conservés et la réalité, difficile à assumer pour ce dernier.
Le personnage, diminué physiquement et mentalement, se retrouve en effet face à sa femme (Julia Kassar) qui a, tant bien que mal, élevé 20 ans durant leurs deux enfants (Elie Mitri et Diamant Bou Abboud). Des enfants qui ont entre-temps grandi et sont devenus en âge de poser des questions, notamment vis-à-vis du retour de ce père qu'ils ne connaissent pas.
Victimes collatérales
Outre le sujet incontournable des bouleversements provoqués par le retour plutôt abrupt de Ramez dans sa famille, le film s'intéresse également aux dommages irréparables provoqués par la guerre civile, un sujet douloureux jusqu'à ce jour pour beaucoup de Libanais. Parallèlement à l'histoire de Ramez, le personnage de Nayfeh Najjar (Bernadette Hodeib), inspiré de la vraie histoire d'une journaliste d'As-safir dont le fils a été kidnappé pendant la guerre, et celui de Zeinab (Carmen Lebbos), autre femme de disparu, fidèle à la mémoire de son mari, illustrent également les ravages causés par la guerre sur la vie des civils.
Dans "Que vienne la pluie", un homme perd partiellement la raison, une mère se consume de chagrin, une femme se fane dans un appartement vide qu'elle ne quitte jamais, des enfants grandissent sans père… Bahij Hojeij insiste à cet égard sur le fait qu'il n'a pas souhaité traiter de la guerre en soi, mais plutôt aborder L'aspect humain et social des conséquences du conflit.
Dalal Medawar
The movie “Chatti ya Dini” or “Here comes the rain” of the Lebanese director Bahij Hojeij is competing with 15 other Arabic and international movies for the “Back Pearl”, of the fourth Abu Dhabi Film Festival taking place from the 14th till 23rd of October.
“Que vienne la pluie” is the second film directed by Bahij Hojeij after “Zennar el Nar” released in 2004.
Kidnapped in the middle of the 80s, during the Lebanese war, Ramez, the main character of the movie, is released after 20 years of being detained. His family didn’t know anything about him or about his fate. Having passed his fifties, Ramez’s physical as well as emotional states are effected by the long years in incarceration. Ramez’s unexpected return shakes the family. His kids don’t see in him the long awaited father, instead they see in his return a disruption to their daily lives and to their projects. His wife, Marie, an active and pragmatic woman is trying as much as possible to reconstruct the family. Ramez, in dramatic conditions, meets Zainab, whose husband was kidnapped during the same period than Ramez. A relationship develops between the two lost souls. They meet often, and share very intense moments of life.
The movie features Hassan Mrad, Julia Kasar, Carmen Lebos, Bernardette Hodeib, Elie Mitri, Diamand Abou Abboud and many other Lebanese actors.
The director declared that the movie takes place in today’s Beirut, and that in it he refuses to merge into political details, to put more light on the individual’s every day life. The undefined city, music as s backbone, the crippled youth, and humor … are strongly present in the movie.
The Abu Dhabi Film Festival (formerly the Middle East International Film Festival) was established in 2007, with the aim of helping to create a vibrant film culture throughout the region. It is presented each October by the Abu Dhabi Authority for Culture and Heritage (ADACH).
Paul Baboudjian, co-producer of the film, reminds us that the Premiere screening of “Here comes the Rain” will take place on Wednesday October 20, at Marina Mall 5 (Abu Dhabi) at 21h30.
The second screening will be on Friday October 22 at the Marina Mall 8 in Abu Dhabi.
“Here comes the Rain’s” next stop is Doha. The second Doha Tribeca Film Festival edition, organized by Doha Film Institute, will take place from October 26 till October 30, 2010. “Here comes the Rain” will be screened in the International Panorama film section.
Soon after, the European Premiere for the film will take place at the Brussels International Independent Film Festival on November 4, 2010.
Ring of Fire (Zennar El Nar) by Lebanese director Bahij Hojeij, was named best film by the FIPRESCI jury, as well as receiving the award for best first feature by the international jury at the 9th International Film Festival of Kerala (10-17 December, 2004). Set in Beirut in 1985, Hojeij's debut feature, shot in digital video over four weeks, makes for an intriguing and mysterious film. The screenplay was adapted from The Obstinate, a novel by Rachin El Daif.
The Lebanese Civil War has been raging for 10 years, and there seems to be no end to violence. In a city in ruins, there are checkpoints at every turn, and nobody knows who is in charge. Chafic (Nida Wakim) is an elegant professor who comes back to his apartment during a lull in he troubles. On the surface, nothing has changed - he has just to clear some dust, fix the blinds, and return to teaching his course in French literature. A new concierge (Hassan Farhat), comes to repair the blind and give news of changes in the building. He wears a smile and a cigarette stuck between his lips, but he is not a reassuring presence.
Chafic starts his class by reading the opening of Albert Camus' The Plague. He has just read the ominous words about rats infesting Oran when shelling interrupts him. The students flee, scurrying to the cellar, much like the rats in the novel. Chafic goes below ground with them. Suddenly a woman emerges from the darkness and appears at his side. We catch a glimpse of her hair, her hands, and throat. She seems to surge from nowhere, and, in the light of the shelling, they make love.
When he gets back home, the teacher is stunned, stuck in a strange torpor. He cannot identify the girl or woman who came to him in the dark, nor shake this promise of love and human connection. But his life darkens. Gradually, his bachelor apartment is invaded by the smiling concierge. A pregnant young woman camps out on his sofa; crates carried in by the concierge fills his living room. Wakim who starts by looking like a dandy, seems to gain weight and age. Farhat does a stunning turn as the ambiguous concierge.
Out on the streets and at the university, the professor seeks to rediscover the fugitive image of love, but he comes up against more frustration. He has violent dreams, visions, or actual experiences at checkpoints, and bloody encounters.
The director moves in and out of Chafic's conscious and unconscious so that we are never certain of what is dream, fantasy or reality. Nightmares appear real in this portrait of a city besieged, closing in on a man who has lost his bearings.
Ring of Fire keeps a sense of menace to the end, the atmosphere is tense. There is no safe haven, and Beirut of yesterday becomes a chilling image of our world at war today.
Joan Dupont
© FIPRESCI 2004
C’est en présence d’une salle comble et enthousiaste, ainsi que de nombreuses personnalités, telles que l’ambassadeur et chef de la délégation de la Commission européenne Patrick Renauld et le réalisateur Bahij Hojeij, qu’a eu lieu, dimanche 7 décembre à l’Empire Sofil, la première mondiale du film «Zennar el-nar», une adaptation libre du roman «L’Obstiné» de Rachid el-Daïf. Nullement étranger au monde du cinéma, le réalisateur Bahij Hojeij s’est vu, dès son plus jeune âge, imprégné et marqué par le 7e art. Avec en main une palette importante de diplômes et de maîtrises acquis sur le territoire libanais et français, et un grand nombre de documentaires, de magazines culturels et de films télévisés à son actif, il est loin d’être novice. Son premier long métrage le prouve haut et fort. Si, comme il l’affirme, « le cinéma libanais se cherche actuellement » et que « les dernières années ont vu une poussée très importante au niveau de la production et du langage filmique », Zennar el-nar fait partie de ces films qui placent le cinéma libanais à un niveau plus que respectable.
L’histoire : Beyrouth, octobre 1985. La guerre bat son plein depuis 10 ans, la violence a pris une tournure chaotique. Face à cet enfer, les personnages gèrent, chacun à sa manière, ce drame. Le film est essentiellement centré sur Chafic (Nida Wakim), personnage en décalage par rapport à ce qui se passe autour de lui et qui n’arrive pas à distinguer le rêve de la réalité. «Ses appels désespérés à sa mémoire, ajoute Hojeij, ses visions fugitives où se mélangent et se mixent passé et présent, ses peurs à chaque blocage de circulation où se matérialisent culpabilité et interrogatoires le portent petit à petit au délire (…). Il représente la majorité silencieuse.
Ceux qui ont vécu la guerre en refusant d’y entrer ». Là se tient le fond même du film et le danger qui guette les personnes concernées par les conséquences de la guerre ; à savoir le refoulement, l’amnésie générale, le besoin de se cacher la vérité : « On nous oblige, dit-il, on nous impose une amnésie, laquelle est visible dans nos comportements (que ce soit notre nervosité, notre désespoir, notre manque de communication) ou dans la défaillance culturelle catastrophique dans laquelle nous vivons ». Oublier, c’est tomber petit à petit dans le cercle perfide du mensonge, c’est se créer sa propre « ceinture de feu ». Le réalisateur compare Beyrouth et sa population à La Peste de Camus : « Ils ont les mêmes ennemis invisibles, terrés, prêts à bondir et à tuer. À la manière des rats, porteurs de peste, le mal inexorable ronge petit à petit, une à une, la vie, la mémoire, l’humanisme, la compassion, l’entendement de tous les citoyens », ajoute le réalisateur. Le film de Bahij Hojeij est une prise de conscience, une sonnette d’alarme contre cet oubli et ce refoulement. « Je ne voulais pas faire un film sur la guerre pour parler de la guerre uniquement. Je voulais parler de la guerre à partir d’aujourd’hui, c’est-à-dire après 12-13 ans de paix (…) car nous vivons le prolongement de cette guerre- là, de ses séquelles, et dans le film tout cela est clair. »
Zennar el-nar agit violemment sur le spectateur et produit un effet boomerang ; s’il est le reflet, personnel certes mais honnête, du réalisateur vis-à-vis de la société libanaise actuelle, de ses maux psychiques, il offre également une solution : parler. « C’est un film sur la mémoire, souligne-t-il, mais dans le sens positif. Il ne s’agit pas de la nostalgie de la guerre. L’idée est que les gens se voient et se reflètent dans ce miroir (…). La jeune génération a besoin de comprendre ce qui s’est passé ». Le film est une découverte, un moyen d’entrer en contact avec la guerre dans le sens humain et émotionnel du terme. Témoignage touchant et profond sur la complexité ainsi que la faiblesse de l’âme humaine durant la guerre, Zennar el-nar atteint dignement son objectif : il parle au spectateur et dégage clairement son message.
Les thèmes forts et importants sont transmis et défendus avec brio par des acteurs dont l’excellent jeu participe largement à maintenir le niveau élevé du film et à donner une crédibilité à l’histoire. Chacun vit pleinement son rôle, que ce soit le professeur Chafic (Nida Wakim), le concierge (Hassan Farhat), la femme en deuil (Liliane Younès) ou la femme atteinte de zona (Julia Kassar).
La qualité de la lumière ainsi que de l’image permet au spectateur de s’imprégner facilement de l’esprit de l’époque. Tout cela est accompagné d’une musique envoûtante qui colle parfaitement au ton général puisqu’elle reflète tous les sentiments vécus par les personnages : la peur, l’espoir, le désespoir, la tristesse, etc. (Sortie prévue le 15 janvier 2004)
Dyma DEMIRDJIAN pour L'Orient Le Jour
Fiche technique du film
Réalisateur et scénariste : Bahij Hojeij. Image : Maxime Héraud. Montage : Gladys Joujou.
Musique : Vatche Kalenderian. Décor : Nabil Salamé. Son : Mouhab Chanesaz.
Coproduction :
On Line Film-Beyrouth, Dark Side Production, CKP Management, Portrait et Cie (France). Producteur exécutif : Marwan Tarraf.
Acteurs : Nida Wakim, Hassan Farhat, Bernadette Hodeib, Julia Kassar, Abdalla Homsi, Lilian Younès, Fouad Hojeij, Leila Hakim, Élias Élias, Hosni Moussa, Raymond Hosni.
Après les documentaires “Beyrouth, le dialogue des ruines”, “Défi à l’oubli” et “Kidnappés” primé meilleur documentaire méditerranéen, Bahij Hojeij passe à la fiction et réalise son premier long métrage “Zennar El-Nar” (“La ceinture de feu”).
Présenté en avant-première à l’occasion de la clôture de la dixième édition du Festival du Cinéma européen, “Zennar el-Nar” relate l’histoire d’un professeur de lettres, Chafic (Nida Wakim) qui, après un bombardement violent de la faculté où il enseigne, se réfugie avec une étudiante inconnue dans la chambre du concierge. Alors que le déluge d’obus s’intensifie, ils flirtent ensemble dans l’obscurité. Mais de cette rencontre éphémère, Chafic garde un souvenir confus et incertain qui ne cessera de le hanter. Oscillant entre fantasme et réalité, il part en quête de cet espoir qu’il n’a fait qu’entrapercevoir dans une ville déchirée par une guerre sanglante ayant atteint son paroxysme en octobre 1985.
Les cinéphiles libanais retrouveront donc une foule de visages de l’écran local, dont Bernadette Hodeib, Julia Kassar, Hassan Farhat et Abdallah Homsi et ce, à partir du 15 janvier, date de sa sortie en salles (Circuit Empire). A cette occasion, le réalisateur Bahij Hojeij, a bien voulu nous en entretenir.
Comment est née l’idée du film?
C’est un projet que j’ai mûri pendant une dizaine d’années, après avoir lu le roman “L’obstiné” de mon ami Rachid el-Daïf. J’ai commencé à l’adapter, à écrire le scénario, mais à cette époque-là j’ai fini par le ranger dans un tiroir, car j’ai essayé d’avoir une production mais cela n’a pas marché. Je me suis, alors, occupé d’autres choses; j’ai réalisé des documentaires. En 2001, je l’ai ressorti et je me suis dit que c’est peut-être le moment de le faire, parce que je pense que je lirai ce roman toujours avec un regard actuel sur la guerre du Liban. J’ai réécrit le scénario et eu la chance de recevoir l’aide de l’Agence intergouvernementale de la Francophonie (AIF) qui a déclenché, en fait, le processus de production du film. Nous étions trois producteurs, moi, “Dark Side Production” (Marwan Tarraf) et Wassim Hojeij. J’ai aussi bénéficié de l’aide du ministère de la Culture (Fonds de soutien) et de l’ADC Sud du ministère des A.E. francais.
Les difficultés étaient-elles d’ordre financier?
C’est classique, on a toujours des problèmes de production lorsqu’il s’agit de tourner un film au Liban. Aucune participation de la part des chaînes de TV ou de financiers, car le cinéma est considéré comme un art à haut risque, financièrement.
Avez-vous proposé votre film à des chaînes de TV locales?
Bien sûr. A ma connaissance, aucun film n’a été produit ou coproduit ou financé en partie par aucune chaîne. C’est dommage. Car je trouve que c’est quand même un soutien important au cinéma national et, à la fois, c’est un investissement intéressant sur le plan de la qualité et de l’image de marque de la chaîne, de même que sur le plan financier, car l’acquisition des droits de diffusion sur plusieurs années est quelque chose de rentable.
Où s’est déroulé le tournage?
A Beyrouth où j’ai trouvé quelques coins portant encore les stigmates de la guerre, comme aux environs du “Holliday Inn” et dans la banlieue; en partie à Fanar, à la Faculté des lettres et des Sciences humaines de l’UL.
Pendant combien de temps?
On l’a tourné en 35 jours.
Pourquoi avoir choisi la guerre comme thème de votre premier long métrage?
D’abord, je suis parti d’un roman qui parle de la guerre. Puis, la guerre est quelque chose que je porte en moi et je dois l’exorciser de façon ou d’une autre. Quand vous êtes artiste ou peintre, tout ce que vous portez en vous ressort; vous ne pouvez pas réfléchir à autre chose et la guerre est une expérience humaine très dense qui nous a marqués. Pour moi, c’est tout à fait normal de parler de la guerre, car elle est en nous. L’essentiel est le regard qu’on porte sur elle et comment on en parle.
Justement, qu’essayez-vous de dire à travers ce film? Quel message voulez-vous transmettre?
Je pense que l’art ou le cinéma n’est pas fait pour passer un message, mais pour sensibiliser les gens à certaines choses, révéler des faits cachés en nous-mêmes, être le miroir d’une société ou d’un individu. Dans mon film, je parle en fait de la majorité silencieuse, des gens qui ont refusé d’entrer dans la logique meurtrière et permanente de la guerre mais qui l’ont vécue. D’ailleurs, j’ai situé mon film dans une période complètement chaotique (1985-86) où vraiment la guerre a pris un visage complètement absurde; tout horizon était bloqué et aucune issue n’était possible. J’ai choisi le professeur universitaire, justement en décalage permanent à tout ce qui se déroule autour de lui, qui refuse d’entrer dans la guerre pour préserver son être, mais qui, au fur et à mesure que le film avance, il va être agressé, envahi par le concierge, mené jusqu’à la folie, thème que je traite, également, avec à titre d’exemple la femme névrosée (Julia Kassar), une femme qui ne peut plus rêver et se tourne vers le passé... Je parle de tous les gens qui, portant le grand espoir et l’avenir du pays, ont été tués, réellement ou psychiquement. Je parle de la mort psychique et de la blessure profonde qui nous a détruits. La plupart des gens sont devenus fous pendant la guerre dans le sens où ils prenaient des risques inouïs mais sans le savoir, sans en être conscients...
Suivant quels critères avez-vous choisi les acteurs?
En fait, quand j’ai écrit le scénario, j’avais uniquement en tête un ou deux noms que j’ai pressentis pour camper des rôles bien précis; le reste est venu au fur et à mesure. Finalement, le plus difficile était le choix du rôle principal et là j’ai choisi un acteur qui joue un grand rôle pour la première fois. Il est mal connu, mais a ce détachement du réel, ce décalage qu’il peut mettre entre lui et son entourage. Je tiens à remercier la grande famille, tous les acteurs principaux et secondaires et toute l’équipe technique qui ont travaillé avec des moyens modestes, mais ont fait de leur mieux pour que le film ne souffre pas de carence.
Parlons coût de production et tournage.
C’est un film qui a été réalisé avec un tout petit budget n’ayant pas dépassé 350 mille dollars. Cependant, il ne faut pas oublier que j’ai bénéficié d’une participation technique de la part de Dark Side Production; les acteurs n’ont pas reçu des sommes colossales, mais ont joué par amour du cinéma. D’autre part, sur le plan technique, j’ai opté pour le tournage en vidéo, en caméra digitale. D’abord, j’ai trouvé une grande souplesse avec la caméra digitale qui m’a permis plus de liberté dans le tournage, le découpage et le jeu des acteurs, sachant qu’au départ c’est un support moins cher pour la production et cela peut très bien passer au cinéma. Aussi, ai-je profité de toutes les avancées techniques pour aboutir de l’image vidéo professionnelle, au négatif 35 mm.
Un dernier mot?
J’espère que les gens qui vont voir le film, iront avec un esprit positif et sans préjugés.
Article paru dans "La Revue du Liban" N° 3927 - Du 13 Au 20 Decembre 2003
Long métrage, 2010
Liens rapides
Biographie et Prix
Longs métrages : Good Morning, Que vienne la pluie, La ceinture de feu
Documentaires
Presse
Contact